حدثت تغيرات لافتة في العقد الأخير على هذه العادة التي تعود بداياتها الأولى لعهد الدولة الفاطمية، فمن جهة انحسرت دائرة الأطفال الذين يحصلون على العيدية، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، فباتت مقتصرة على أقرب الأقربين، ومن أخرى، شهدت ابتكارات طريفة وحديثة، ولم تعد تقدم بالطرق التقليدية بالضرورة.

كان الناس، حتى سنوات قليلة ماضية، يتزاحمون على المصارف بطوابير ممتدة، وفي بعض الحالات يحتاجون إلى "واسطة" داخل البنك، للحصول على الأوراق النقدية الجديدة بفئاتها المختلفة.

ويقول مدير بأحد البنوك المصرية في القاهرة لـ"النهار" إن "أغلب المصارف باتت تغذي ماكينات الصراف الآلي (ATM) الخاصة بها، قبل العيد، بالأوراق الجديدة، وخصوصاً الفئات الأكثر طلباً في هذه المناسبة، وهي 10، و20، و50، تسهيلاً للعملاء".

ابتكارات طريفة
 بعض الشركات المتخصصة في التقنيات المالية الحديثة، مثل "فوري" و"ميزة" وغيرهما، تشجع عملاءها على تحويل العيدية لأحبائهم إلكترونياً، وهو أمر يثير البهجة لدى البعض، إلا أن آخرين يعتقدون أن الأوراق النقدية الجديدة لها بهجة خاصة لا تضاهى.

ومن الابتكارات الطريفة التي لفتت الأنظار على مواقع التواصل الاجتماعي  هنا هذا العام، دفتر "شيكات العيدية"، وهي فكرة يقول مدير مطبعة "المتحدة" عمر جمعة لـ"النهار" إن شركته هي التي ابتكرتها.

ويضيف جمعة: "نحاول كل عام أن نجعل العيد أكثر بهجة، لذا نقدم ابتكاراً خاصاً به، فمثلا العام الماضي قمنا بتصميم "كارد العيدية"، وهو تصميم جميل توضع فيه أموال العيدية، وتقدم بشكل أنيق للأحباب".

استوحي "دفتر العيدية" من الشيكات البنكية، ويوضح جمعة: "يكتب على الدفتر اسم الطفل، وكأنه يصرف شيكاً، وبجانب العيدية، فأنه يحصل على تذكار جميل يبقى معه".

انحسار الدائرة
تقول الصحافية المتخصصة في الشؤون الاجتماعية رباب سعفان: "لقد انحسرت دائرة من يتم منحهم العيدية، فمثلا إذا كان الشخص قد اعتاد في الماضي أن يعطي العيدية لأبناء إخوته وأبناء أصدقائه المقربين، قد يكتفي الآن بأبناء إخوته فحسب".

وتضيف الصحافية: "ربما لم تتغير المبالغ الممنوحة، بمعنى أنه إذا كانت العيدية 100 جنيه، فقد تبقى كما هي، ولكن قيمة هذا المبلغ الآن لم تعد كما كانت قبل سنوات قليلة، وبهذا فأن المبلغ ثابت لكن القيمة انخفضت".

ويقول "محمد" وهو سائق ميكروباص: "أنا وكثير ممن أعرفهم بتنا نكتفي بمنح العيدية لأبنائنا فحسب، حتى أبناء إخواننا لم نعد نستطيع أن نمنحهم عيدية كما كان يفعل أهلنا في الماضي، لقد تغيرت الظروف كثيراً، واعتقد أن الناس تلمس لبعضها العذر في ذلك".

النسبة الغالبة من المصريين حجمت الدائرة التي تمنحها العيدية، لكنهم رغم ذلك حريصون على التقليد الذي يضفي البهجة في نفوس الصغار بشكل خاص.