اقترح الإعلامي والكاتب الصحفي عيسى المزمومي تحويل مقار جمعيات الثقافة والفنون إلى مراكز متخصصة في تعليم العزف على الآلات الموسيقية وصقل المواهب الشابة، وذلك في ظل ما وصفه بعجز إدارات هذه الجمعيات عن تقديم أي إضافة حقيقية للحركة الفنية والثقافية في المملكة.
وأشار المزمومي إلى أن جمعيات الثقافة والفنون تحولت إلى كيانات شبه خاصة، بسبب غياب إدارة قوية تمتلك رؤية واضحة ومنهجية عمل فعالة، لا سيما مع وجود وزارة الثقافة التي انشغلت بتطوير المشهد الثقافي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وأوضح المزمومي أن هذه الجمعيات كانت في الماضي تلعب دورًا محوريًا في دعم الفنانين السعوديين، مستشهدًا بتجربة الفنان عبدالمجيد عبدالله، الذي كان عضوًا في جمعية الثقافة والفنون بجدة، إلا أن انطلاقته الحقيقية جاءت من خلال تطويره لأعماله في الكويت، مؤكدًا أنه لو اعتمد بشكل كامل على الجمعية لما استطاع تحقيق النجاح الكبير الذي وصل إليه.

كما أشار إلى أن المحسوبيات والمصالح الشخصية ساهمت في إضعاف دور الجمعيات في بعض المناطق، مستدلًا بتجربة الفنان راشد الماجد، الذي وجد دعمًا كبيرًا من شركة “فنون الجزيرة” وكانت انطلاقته من تلفزيون البحرين ثم نادي الإتفاق بمساعدة الملحن السعودي” حامد الحامد الغامدي” ، مما ساعده على تحقيق النجومية. وأضاف: “لو اعتمد راشد الماجد على جمعية الثقافة والفنون في الأحساء أو الدمام، لما تمكن من تحقيق ما وصل إليه اليوم”.
وفي ختام حديثه، وجّه المزمومي انتقادات حادة لإدارة جمعيات الثقافة والفنون، معتبرًا أن وجود عبدالعزيز السماعيل على رأس إدارتها كان عاملًا في تراجع دورها، حيث وصفه بأنه نموذج للإداري غير الفاعل، مؤكدًا أنه لم يقدّم أي مساهمة حقيقية للنهوض بالمشهد الفني، حتى على مستوى المسرح السعودي.